بعد انتظار دام سنين لقيتها سألتها
اين انتي حبيبتي
نظرت الي باستغراب ومشت
مشيت خلفها استوقفتها سألتها
اين انتي حبيبتي
نظرت الي بدهشه ومشت
مشيت خلفها استوقفتها سألتها
اين انتي حبيبتي
التفتت نحوي وقالت
انا قلت نعم انتي حبيبتي
نظرت الي طويلآ
ثم قالت
انا مازلت حيث انا
لم ابرح مكاني ابدآ
هناك حيث كنا نلتقي
وكان الحب يعشش في اعماقنا
والامل يغرد كعصفورين فوق رؤسنا
هناك حيث كنا نبني من الاحلام قصورآ
ونتخيل انفسنا اميرين داخلها
يومها كنت استلذ ان اكون جارية
لاهم لها سوى ارضاء اميرها
كنا كأميري زنبق نسير بين الورود والرياحين
ثم رقرق الدمع في عينيها وبكت
بكيت انا من شدة الالم والمراره التي لاقتها بسببي
نظرت الي وقالت والدمع يملأعينيها السودوين
اتبكي وانت من هدم تلك القصور
وسجن تلك العصافير
وداس برجليه على الورود والرياحين
اتبكي وقد كنت شامخآ كجبل افرست
حين خرجت من جنة حبنا
تبحث عن الجاه والسلطان في تلك الاماكن الحقيره
التي لايعرف اهلها الود ولا الحب ولا الحنان
قلت نعم ابكي
لانني لم اجد فيها مع كل جمالها وزينتها
مايوازي قليلآ من حنانك ومع هذا هجرتك
ابكي على زمن فقد فيه الصدق في المشاعر
الصدق في الاحاسيس
على زمن فقد فيه الحب فقد فيه الحنان
الذي ضاع مني يوم رحيل والدتي عن الدنيا
ويوم فرقك حبيبتي
فانهمرت الدموع من عينيها
وهرولت مسرعة نحو الافق
وعيوني تتبعها بشوق وحب ولهفة ودموع
وهي تقول لها
عوديارجعي تعالي
لنبني قصورآ حقيقيه
واحلام ورديه
ونسقي سويآ البساتين التي ذبلت ورودها
وجرى الدمع على خدودي
وبقيت جامدآ في مكاني لا ابرحه أملآ في رجوعها
وظللت انتظر
وسأظل انتظر
ومازلت انتظر
وما اصعب الانتظار